هل لأوراق الزيتون فوائد لصحة الجسم؟

تنتشر أشجار الزيتون في وطننا العربي، وترتبط ثمارها بالعديد من الفوائد الصحية خاصةً لصحة القلب والدماغ. فماذا عن أوراقها؟ تُستخدم أوراق الزيتون منذ القِدَم لعلاج العديد من المشاكل الصحية. وأصبحت في الآونة الأخيرة تكتسب اهتمامًا لما قد تقدمه من فوائد لصحة الجسم. فهي تحتوي على مركبات فعالة لها خصائص طبية متعددة.

فوائد أوراق الزيتون

ترجع فوائد أوراق الزيتون إلى مستخلص هذه الأوراق الذي يحتوي على مركبات فعالة تساهم في تحسين صحة الجسم من نواحٍ عدّة. ومن هذه الفوائد نذكر أبرزها.

 

1.    تحسين صحة القلب والأوعية الدموية

قد يساعد مستخلص أوراق الزيتون في خفض مستوى الكوليسترول الضار LDL في الدم، ومنعه من التراكم في الشرايين، الأمر الذي يساهم في زيادة تدفق الدم، وخفض ضغط الدم المرتفع، ما ينتج عنه تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. وفي دراسة أُجريت على 40 توأمًا متطابقًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وُجد أنّ استمرارهم بتناول مكملات مستخلص أوراق الزيتون مدّة 8 أسابيع أدّى إلى انخفاض ملحوظ في مستوى الكوليسترول الضار لديهم. من جهة أخرى قد يساعد مستخلص أوراق الزيتون في استعادة انتظام ضربات القلب في حال الإصابة باضطرابها. وبالمقارنة مع أحد الأدوية المستخدمة لخفض ضغط الدم، وُجد أن لهذا المستخلص تأثير مشابه لهذا الدواء في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي لكن مع آثار جانبية أقل. 

 

2.    المساعدة في خسارة الوزن الزائد

تحتوي أوراق الزيتون على مركب متعدد الفينولات (Polyphenols) يُعرف بالأوليوروبين (Oleuropein) قد يساعد في الحد من زيادة الوزن. إذ تُشير إحدى  الدراسات المخبرية إلى أن هذا المركب قلل من الوزن الزائد، ومنع زيادة الوزن، بالإضافة إلى أنه حسّن عمليات الأيض عند إعطائه للفئران الخاضعة لنظام غذائي مرتفع بالدهون لمدة 8 أسابيع. لذا قد يُعد مستخلص أوراق الزيتون عاملًا مساعدًا لخسارة الوزن الزائد والحد من زيادته لاحقًا عند إدخاله ضمن نظام غذائي متوازن.

 

3.    ضبط مستوى السكر في الدم

يلجأ العديد من الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني إلى استخدام أوراق الزيتون لخفض مستوى السكر في الدم، فما مدى تأثيره؟ حقيقةً قد يساعد مستخلص أوراق الزيتون على تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ففي دراسة نُشرت في عام 2013 أُجريت على 46 شخصًا في متوسط أعمارهم ممن يعانون من زيادة في الوزن بإعطائهم مستخلص أوراق الزيتون أو العلاج الوهمي (Placebo)، وسُجّلت النتائج بعد مرور 12 أسبوعًا بظهور تحسّن ملحوظ في حساسية الأنسولين واستجابة البنكرياس لدى الأشخاص الذين خضعوا للعلاج بمستخلص أوراق الزيتون بالمقارنة مع الأشخاص الذين خضعوا للعلاج الوهمي. من جهة أخرى قد تساعد مضادات الأكسدة على خفض مستوى السكر في الدم والحفاظ عليه ضمن الحد الطبيعي.

 

4.    تقليل خطر الإصابة بالسرطان

قد يساهم مستخلص أوراق الزيتون في تقليل خطر الإصابة بمرض السرطان من خلال إيقاف عملية تكون الأوعية الدموية الجديدة التي تُحفّز نمو الأورام، وتثبيط تكاثرها وانتقالها إلى أجزاء الجسم الأخرى. ويرجع هذا التأثير إلى مركب الأوليوروبين الموجود في أوراق الزيتون والذي يحتوي على خصائص مضادة للأكسدة ومضادة لنمو الأوعية الدموية الجديدة. وأظهرت نتائج إحدى الدراسات أن مستخلص أوراق الزيتون قلل من سرعة نمو الخلايا السرطانية المرتبطة بالإصابة بسرطان الدماغ، وسرطان الثدي، وسرطان المثانة.

 

5.    تحسين صحة الدماغ

يمكن لأوراق الزيتون أن تؤثر تأثيرًا إيجابيًا في في صحة الدماغ ووظائفه. إذ إنه يساعد في تقليل الأعراض المرتبطة بالأمراض التي تحدث بسبب التقدم في العمر مثل مرض ألزهايمر والخرف. وبالطبع يرجع هذا التأثير إلى مركب الأوليوروبين وهو المركب الأساسي الموجود في أوراق الزيتون. ونظرًا إلى أنه يحتوي على خصائص مضادة للأكسدة فهو قادر على مكافحة الجذور الحرة التي تسبب تلفًا في الخلايا وبالتالي الإصابة بالأمراض المزمنة المختلفة بما فيها مرض ألزهايمر. لذا نستنتج أن مستخلص أوراق الزيتون قد يقلل خطر الإصابة بهذا المرض. وتشير إحدى الدراسات المخبرية إلى أنّ مركب الأوليوروبين يحفز عملية تنظيف الخلايا من البروتينات التالفة، وبالتالي تقليل القصور الإدراكي أو المعرفي.

 

6.    تعزيز صحة جهاز المناعة

قد يساعد مركب الأوليوروبين الموجود في مستخلص أوراق الزيتون على مكافحة الفيروسات والبكتيريا وبالتالي دعم صحة جهاز المناعة. الأمر الذي يقلل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض بما فيها السرطان، وداء باركنسون، وأمراض القلب وألزهايمر.

 

 

طريقة استخدام أوراق الزيتون والجرعة المناسبة

يمكن تجفيف أوراق الزيتون ونقعها في الماء وشربها كأحد أنواع الشاي. لكن تُعد مكملات مستخلص الأوراق الصنف الأكثر شيوعًا للاستخدام. وهي متوفرة في الصيدليات على شكل كبسولات أو سائل. ومن المهم الحرص على اختيار الأنواع العضوية الخالية من المركبات الكيميائية. أمّا عن الجرعة الملائمة فيُنصح بتناول ما يتراوح بين 500 إلى 1000 مليغرامًا من مستخلص أوراق الزيتون يوميًا، بتقسيم الجرعة على فترات متعددة خلال اليوم. ويُنصح بالبدء بجرعة منخفضة وزيادتها تدريجيًا. مع ضرورة قراءة ملصق التعليمات على المنتج، واستشارة الطبيب أو الصيدلاني لوصف الجرعة الملائمة إذا ما اقتضت الحاجة إلى ذلك.

 

الآثار الجانبية لأوراق الزيتون

يُعد استخدام أوراق الزيتون ومكملاتها الغذائية آمنًا لمعظم الأشخاص وبكميات معتدلة. لكنها قد تسبب آثارًا جانبية مثل الحساسية التنفسية، والصداع، وألم طفيف في العضلات. كما يجب على الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المميعة للدم، وأدوية خفض ضغط الدم المرتفع، وأدوية السكري تجنب استخدام أوراق الزيتون ومكملاتها الغذائية واستشارة الطبيب المختص.

 

 

توفر أوراق الزيتون عددًا من الفوائد الصحية للجسم، وأبرزها الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية من خلال خفض ضغط الدم المرتفع وتقليل مستوى الكوليسترول في الدم، وضبط مستوى السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني، وتقليل خطر زيادة الوزن، وغيرها.