أفضل الأعشاب لتخفيف القلق والتوتر

في ظل الظروف المحيطة والضغوطات المختلفة، قد تزداد وتيرة التوتر والقلق. وغالبًا ما يفضل البعض اللجوء إلى الأعشاب للتخفيف من التوتر بعيدًا عن الأدوية والمكملات المُصنّعة، كما أن بعضهم من يشعر أن طقوس تحضير الشاي بحد ذاتها تخفف من التوتر. ومن الجدير بالذكر أن الاهتمام والميل إلى استخدام الأعشاب كعلاج بديل بات بازدياد بالآونة الأخيرة. من جهة أخرى، توجد مجموعة من الأعشاب التي من المعتقد أنها تحتوي على خصائص تساعد على تهدئة الأعصاب، وبالتالي تقليل أعراض القلق والتوتر وغيرها من المشاكل النفسية والذهنية.

ما هي أفضل الأعشاب لتخفيف القلق والتوتر؟

تتوفر مجموعة واسعة من الأعشاب التي تساعد على التخفيف من التوتر والقلق، لكن يعتمد اختيار الأفضل منها على التجربة، إذ يمكن تجربة أنواع مختلفة إلى حين التوصل إلى النوع المفضل والأكثر فعالية. إذ إنها تختلف من شخص لآخر تبعًا لعدّة عوامل. ومن الجدير بالذكر أن استخدام الأعشاب بهدف التخلص من التوتر لا يقتصر فقط على شربها، إنما يمكن استخدامها ضمن خطة العلاج بالروائح العطرية (Aromatherapy). وفيما يأتي توضيح لـ 6 أعشاب تساعد على تهدئة الأعصاب وتقليل القلق.

 

1.    النعناع

استُخدم النعناع (Peppermint)، (الاسم العلمي:Mentha × piperita)  منذ القدم لخصائصه الفريدة التي تنعكس إيجابيًا على صحة الجسم. فهو يمتلك مذاقًا حلوًا، ويُعد خاليًا من الكافيين، في المقابل يحتوي على عدد من الزيوت الأساسية مثل المنثول (Menthol)، والليمونين (Limonene) التي قد تساعد على التقليل من التوتر. ففي إحدى الدراسات وجد أن العلاج بالروائح العطرية باستخدام النعناع ساعد على تقليل التوتر والقلق بشكلٍ ملحوظ لدى الأشخاص الذين خضعوا لعملية قسطرة القلب. وفي دراسة أخرى أُجريت حول تأثير النعناع والقرفة في مستويات القلق لدى السائقين أثناء القيادة، أظهرت نتائجها أن النعناع قلل من الإعياء والقلق، والنعناع مع القرفة ارتبطا بتقليل الشعور بالإحباط، في المقابل تعزيز الانتباه واليقظة أثناء القيادة بشكل ملحوظ. وللاستفادة من خصائص النعناع يمكن شربه، أو مضغه، أو استنشاق رائحة زيوته العطرية الزكية والمنعشة.

 

2.    المليسة

كواحدةٍ من أفضل الأعشاب لتخفيف القلق والتوتر، تتميز المليسة (Lemon balm)، (الاسم العلمي: Melissa officinalis) برائحتها العطرة المشابهة لرائحة الليمون، وأزهارها الصغيرة، والتي عادةً ما تُستخدم كنباتٍ للزينة. لكنّا أكثر من مجرد ذلك. فهي من الأعشاب التي حازت على اهتمام واسع مؤخرًا لدورها الفعال في التقليل من القلق والتوتر، وتحسين المزاج. وهو ما أثبتته الدراسات بالفعل، إذ إن المليسة تساعد على خفض مستوى هرمونات التوتر، وتحسين الوظائف الإدراكية. إذ تبين في إحدى المراجعات التي نُشرت عام 2021 أن المليسة قللت من الاكتئاب والقلق بشكل ملحوظ لدى المشاركين، مقارنة بمن خضعوا للعلاج الوهمي (Placebo). علاوة على ذلك بيّنت مراجعة أخرى أن المليسة لها تأثير مثبط للنواقل العصبية المساهمة في حدوث القلق في الجهاز العصبي المركزي. ما يعني تقليل فرص حدوثه. ويمكن الاستفادة من هذه الفوائد  الفريدة للمليسة بنقع أوراقها المجففة أو الطازجة في كوب من الماء الساخن وشربها، أو باستخدام زيتها العطري في جهاز تعطير المنزل.

 

3.    اللافندر

لطالما اشتهر اللافندر أو الخزامى (Lavender)، (الاسم العلمي: Lavandula) بلونه البنفسجي الزاهي، ورائحته الزكية المرخية للأعصاب. إذ إنه يُستخدم منذ القدم في مختلف الصناعات مثل الصابون، والعطور، ومستحضرات العناية بسبب تأثيره الذي يبعث على الراحة والهدوء، ما يجعله واحد من أفضل الأعشاب لتخفيف القلق والتوتر. بالإضافة إلى ذلك فأنه بات يُستخدم في الطعام، إذ إنه يتمتع بمذاق فريد يجمع بين إكليل الجبل والنعناع. وأثبتت الدراسات فعالية اللافندر في التقليل من مختلف المشاكل الصحية، بما فيها القلق، واضطراب النوم، وأعراض الاكتئاب، والعصبية، والانفعال. ففي إحدى الدراسات تبين أن رائحة البرتقال واللافندر قللت من القلق لدى المرضى في عيادة الأسنان. بينما أشارت دراسة أخرى إلى أن استنشاق السيدات بعد الولادة 3 قطرات من اللافندر ثلاث مرات يوميًا، بمعدل مرة كل 8 ساعات لمدة 4 أسابيع حال دون إصابتهن بالقلق، والتوتر واكتئاب ما بعد الولادة.

 

4.    البابونج

يلجأ العديد من الأشخاص إلى شرب شاي البابونج قبل النوم، إذ إنه يساعدهم على الاسترخاء بعد يومٍ طويل وشاق، ويحثّهم على النوم بمعدّل أسرع. كما يمكن للبابونج أن يساهم في التقليل من أعراض التوتر والقلق. ففي إحدى الدراسات التي أُجريت على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق المعمم أو العام (Generalized Anxiety Disorder)، الذي يتمثل بالشعور الدائم بالقلق والعصبية يمتد لفترات طويلة. أظهرت نتائجها أن إعطاء هؤلاء المرضى البابونج لمدة تتراوح بين 2-4 أسابيع حسن من أعراض الاضطراب لديهم بعد انقضاء هذه الفترة، كما أنه حسّن من جودة النوم لديهم.

 

5.    شاي الماتشا

عادةً ما نسمع عن استخدامات شاي الماتشا (Matcha)، (الاسم العلمي: Camellia sinensis) للمساعدة على خسارة الوزن الزائد، وعن محتواه الغني بمضادات الأكسدة. لكن لماذا يندرج أسفل قائمة الأعشاب لتخفيف القلق والتوتر؟ حقيقةً، يعتقد الباحثون في اليابان أن شاي الماتشا قد يساعد على تحسين المزاج، وتحسين الصحة النفسية والذهنية عامةً، كما يساعد على تقليل الشعور بالتوتر. وذلك من خلال تنشيط الدوائر العصبية الدوبامينية (Dopaminergic neural circuits) التي لها دور في تحفيز الشعور بالرضا والسعادة، وتعزيز الذاكرة وغيرها. من جهة أخرى، يحتوي شاي الماتشا على الحمض الأميني الثيانين (L-theanine) الذي قد يُحفز الشعور بالاسترخاء، ويُقلل من مستويات القلق بشكل عام. لكن يحتوي شاي الماتشا على الكافيين، لذا من المهم شربه خلال النهار حتى لا يؤثر في جودة النوم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسات أُجري معظمها على الحيوانات، لذا لا بد من إجراء المزيد من الدراسات على البشر لإثبات هذا التأثير.

 

6.    الشاي الأسود

لا بد من أن معظمنا يشرب الشاي الأسود (Black tea)، (الاسم العلمي: Camellia sinensis) يوميًا. فهو أحد أشهر المشروبات وأكثرها استهلاكًا حول العالم. لكن هل فكرنا يومًا بالفوائد التي يقدمها هذا الشاي، وخاصةً فيما يتعلق بتقليل القلق والتوتر؟ يتميز الشاي الأسود بأنه غني بمضادات الأكسدة التي تنعكس إيجابًا على مختلف النواحي الصحية بما فيها الصحة النفسية والذهنية. إذ تُشير الدراسات إلى أن استهلاك المشاركين الشاي الأسود لمدة 6 أسابيع بمعدل 4 أكواب يوميًا، حسن من شعورهم بالراحة والاسترخاء، وقلل من مستوى هرمون الكورتيزول (Cortisol) أو كما يُعرف بهرمون التوتر بنسبة 47% بعد مرور 50 دقيقة فقط من تعرضهم لمواقف محفزة للتوتر. لكن ما تزال المادة الفعالة في الشاي الأسود المسؤولة عن هذا التأثير غير معروفة حتى الآن.

 

 

سواءٌ بشربها، أو باستنشاق عبيرها، تساعد بعض الأعشاب على التخفيف من القلق والتوتر بفعل الخصائص التي تميزها. ومن أفضل الأعشاب لتخفيف القلق والتوتر ذكرنا اللافندر، والبابونج، والمليسة، والنعناع التي أثبتت فعاليتها، بالإضافة إلى الماتشا، والشاي الأسود التي ما تزال خاضعة للبحث والدراسة.