كل ما تود معرفته عن عشبة مريم

عشبة مريم، أو عشبة ابراهيم، أو عشبة الإرثد Chasteberry tree  (الاسم العلمي: Vitex agnus-castus). هي شجيرة تنمو في الشرق الأوسط تتميز بأزهارها الأرجوانية الصغيرة، وبذورها التي تشبه بذور الفلفل الأسود. والتي تُستخدم منذ القِدَم في علاج المشاكل الصحية المتعلقة بالهرمونات. فهي من الأعشاب الصديقة لصحة النساء والفتيات في عمر الإنجاب. لما تقدمه لهنّ من فوائد صحية عديدة.

 

 

 

 

ما فوائد عشبة مريم؟

توفر عشبة مريم العديد من الفوائد الصحية لجسم المرأة. ومن أبرزها نذكر ما يأتي:

 

1.    التخفيف من أعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية

يُعد استخدام عشبة مريم في التخفيف من أعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية (Premenstrual syndrome (PMS) أو المتلازمة السابقة للحيض، من أكثر استخداماتها شيوعًا. إذ تساهم عشبة مريم في التخفيف من نوبات الصداع، والإمساك، وألم الصدر، والتهيج، وتقلب المزاج. إذ تفيد الأبحاث بأن هذه العشبة قادرة على خفض مستوى هرمون البرولاكتين (Prolactin)، الأمر الذي يساهم في موازنة الهرمونات الأخرى مثل البروجسترون (Progesterone)، والأستروجين (Estrogen)، ما ينتج عنه انخفاضًا في أعراض هذه المتلازمة.

 

وثبت تأثير عشبة مريم في هذا السياق في عدّة دراسات. إحداها أُجريت على مجموعة من السيدات بإعطائهنّ مكملات عشبة كف مريم بمقدار 20 مليغرامًا على مدار 3 دورات حيض متتالية، وأظهرت النتائج انخفاض بعض الأعراض بما فيها تقلب المزاج، والصداع، وألم الصدر مقارنة بمجموعة أُعطيت العلاج الوهمي (Placebo). ومن الجدير بالذكر أنّ تأثير هذه العشبة قد يكون مشابهًا لبعض الأدوية لكن بآثار جانبية أقل.

 

2.    التقليل من أعراض انقطاع الطمث

قد تساهم عشبة مريم في التخفيف من أعراض انقطاع الطمث من خلال تأثيرها المنظم للهرمونات. إذ تبيّن في إحدى الدراسات أن إعطاء مجموعة تتألف من 23 سيدة عشبة مريم أدى إلى تحسين جودة النوم وتحسين المزاج لديهنّ، ومن المثير للاهتمام أنّ بعض المشاركات عادت لهنّ الدورة الشهرية. وفي أشارت دراسة أخرى لاحقة شملت 52 سيدة إضافية إلى تحسّن في الأعراض مثل الهبات الساخنة والتعرّق أثناء الليل لدى 36% منهنّ.

 

3.    تحسين الخصوبة

قد تساهم عشبة مريم بتحسين الخصوبة لدى السيدات، خاصة اللواتي يعانين من قصور في طور الجسم الأصفر (Luteal phase defect)، أو قصر في النصف الثاني من الدورة الشهرية والتي يُنتج فيها هرمون البروجسترون الذي له دور في تهيئة الرحم لاستقبال البويضة المخصبة. وبالتالي فإن حدوث مثل هذا القصور يؤدي إلى منع الرحم من الاستعداد للحمل. وتحدث هذه الحالة بسبب ارتفاع هرمون البرولاكتين. لذا فإنّ عشبة مريم قد تساهم في خفض هذا الهرمون وبالتالي زيادة فرص حدوث الحمل.

 

4.    التخفيف من أورام الليف الرحمي

يُعد الحفاظ على توازن الهرمونات من العوامل الرئيسية للتخفيف من أورام الليف الرحمي Uterine fibroid، وتحتوي عشبة مريم على خصائص تساهم في تنظيم الهرمونات وخاصة الأستروجين والبروجسترون، بالتالي التخفيف من أعراض الورم الليفي الرحمي وتقليل تكوّنها على جدار الرحم. ومن الجدير بالذكر أن أورام الليف الرحمي هي نتوءات غير سرطانية توجد على جدار الرحم، ويُعد زيادة هرمون الأستروجين في الجسم أحد أسباب ظهورها. وعادةً ما تؤدي إلى تغير في شكل الرحم وحجمه مصحوبة بأعراض مختلفة بما فيها النزيف الشديد أثناء فترة الحيض، وانتفاخ البطن، وآلام في الظهر، والإمساك وغيرها.

 

كيف تستخدم عشبة مريم؟

تتوفر عشبة مريم بأشكال عدّة، وتشمل الثمار والبذور المجففة، والأوراق المجففة التي يمكن صنع الشاي منها بنقعها بالماء المغلي ثم تصفيتها وشربها. كما أنها تتوفر على شكل مستخلصات كحولية وسائلة، ومكملات غذائية مثل الكبسولات أو الحلوى الهلامية. وهي من الأنواع الأكثر شيوعًا وتوفرًا. ويمكن قراءة الملصق الغذائي على المنتج لمعرفة الجرعة المناسبة. ويُنصح استشارة الطبيب لوصف الجرعة الملائمة تبعًا للعمر والحالة الصحية.

 

ما الآثار الجانبية والتداخلات الدوائية لعشبة مريم؟

عامةً، تُعد عشبة مريم من الأعشاب الآمنة إذا ما استُخدمت بطريقة صحيحة وبكميات محددة. إذ يوصي الباحثون بتناول جرعة لا تزيد على 30-40 مليغرامًا من مستخلص ثمارها المجففة، و3-6 غرامات من أوراقها المجففة، و1 غرام من الثمار المجففة يوميًا، وذلك اعتمادًا على الحالة الصحية، والعمر، مع الحرص على استشارة الطبيب المختص قبل البدء بتناولها، وذلك لتجنّب حدوث أعراض وآثار جانبية تشمل ما يأتي:

  • اضطراب المعدة.
  • طفح جلدي خفيف.
  • زيادة ظهور حب الشباب.
  • الغثيان.
  • الصداع.
  • زيادة النزيف أثناء الدورة الشهرية.

 

ونظرًا إلى أنّ لعشبة مريم تأثير في الهرمونات المسؤولة عن الحمل والرضاعة والطمث، فإنه يُنصح بتجنبها في حالات الحمل، والرضاعة. كما يُنصح مرضى سرطان الثدي بتجنب تناولها. من جهة أخرى قد تتعارض عشبة مريم مع بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل، فهي تثبط من تأثيرها، كما أنها قد تقلل من تأثير حبوب الأستروجين. بالإضافة إلى الأدوية المستخدمة لخفض مستوى الدوبامين (Dopamine)، والتي قد تشمل الأدوية المستخدمة للتخفيف من داء باركنسون، والأدوية المضادة للذهان (Antipsychotic drugs).

 

 

يكمن دور عشبة مريم في التخفيف من المشاكل الصحية المختلفة لدى النساء والفتيات بخصائصها المنظمة للهرمونات. فهي تساهم في التخفيف من أعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية، وتحسن الخصوبة، كما لها دور في التخفيف من الأعراض المصاحبة لفترة انقطاع الطمث وغيرها. لكن تناولها بجرعات كبيرة قد يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض مثل الغثيان، والنزيف الشديد أثناء الدورة الشهرية، والصداع. ويُنصح باستشارة الطبيب قبل اللجوء لاستخدام هذه العشبة لتجنب آثارها الجانبية وتعارضها مع بعض الأدوية.