الزعرور.. عشبة تحمل فوائد عديدة

ينتمي الزعرور (Hawthorn berry)، (الاسم العلمي: Crataegus monogyna) للفصيلة الوردية (Rosaceae). وتنمو على أشجار الزعرور وشجيراتها ثمار صغيرة الحجم، يتدرج لونها من الأصفر إلى الأحمر الداكن. ولهذه الثمار مذاق يمزج بين المذاق اللاذع، والحلو المعتدل، مع القليل من الحدة الخفيفة. وتستخدم ثمار الزعرور في صناعة الحلوى الهلامية، والمربى. أمّا باقي أجزاء الشجرة تُستخدم في تصنيع المكملات الغذائية والمستخلصات. ومن الجدير بالذكر أن الزعرور بات يُسخدم منذ قديم الزمان بهدف علاج العديد من المشاكل الصحية، وأبرزها ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل الهضم، وغيرها.

أبرز فوائد الزعرور

يتميز الزعرور باحتوائه على العديد من المركبات الفعالة التي تعطيه خصائصه المفيدة لصحة الجسم. وفيما يأتي نذكر أبرز الفوائد التي يقدمها الزعرور.

 

1.    يقلل  ضغط الدم المرتفع

يُعد استخدام الزعرور لخفض ضغط الدم المرتفع من أبرز استخداماته شيوعًا في الطب الصيني التقليدي. إذ تشير الدراسات إلى أنه يحتوي على خصائص موسعة ومرخية للأوعية الدموية المتضيقة، ما يسمح للدم بالتدفق بيُسر عبرها، وبالتالي انخفاض ضغط الدم. إذ أُجريت دراسة على 36 شخصًا يعانون من ارتفاع طفيف في ضغط الدم، واستمرت لمدة 10 أسابيع حول تأثير مستخلص الزعرور في ارتفاع ضغط الدم. وذلك بإعطاء المشاركين 500 مليغرام من المستخلص يوميًا. وأظهرت النتائج انخفاضًا في ضغط الدم الانبساطي وهو ما يمثل الرقم السفلي في قراءة قياس ضغط الدم. وفي دراسة أُخرى وُجد أن إعطاء المشاركين المصابين بمرض السكري من النوع الثاني ويعانون من ارتفاع ضغط الدم 1200 مليغرامًا من مستخلص الزعرور أدى إلى تحسّن في قراءات ضغط الدم مقارنةً  بالأشخاص الذين خضعوا للعلاج الوهمي (Placebo). لكن تجدر الإشارة إلى أن تأثير المستخلص يختلف عن تأثير الثمرة الطازجة عند تناولها.

 

2.    يقلل مستوى الكوليسترول في الدم

يحتوي الزعرور على الفلافونويدات وألياف البكتين (Pectin) التي تدخل في أيض الكوليسترول. وبفضل هذه المركبات قد يساعد الزعرور على خفض مستوى الكوليسترول في الدم. إذ تشير إحدى الدراسات المخبرية إلى انخفاض مستوى الكوليسترول الضار LDL، والكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية لدى الفئران التي تلقّت مستخلص الزعرور.  وفي دراسة أخرى استمرت 6 شهور وشملت 64 شخصًا ممن يعانون من تصلّب الشرايين، وجد أن تناولهم مكملات الزعرور الغذائية بمقدار 5 مليغرامات لكل كيلوغرام من وزن الجسم أدى إلى تقليل كثافة اللويحات المتراكمة في الشريان السباتي بشكل ملحوظ.

 

3.    يحتوي على خصائص مضادة للالتهاب

قد يحتوي الزعرور على خصائص مضادة للالتهاب تساعد في تحسين صحة الجسم. إذ تفيد إحدى الدراسات المخبرية التي أُجريت على مجموعة من الفئران المصابة بمرض الكبد أنّ الزعرور قلل من المركبات الالتهابية بشكل ملحوظ، الأمر الذي أدى إلى تقليل التهاب الكبد. وفي دراسة مخبرية أخرى أُجريت على مجموعة من الفئران المصابة بمشاكل في التنفس وجد أنّ إعطائها مركب فيتكسين (Vitexin) الموجود في الزعرور أدى إلى تقليل إنتاج الجزيئات المحفّزة للالتهاب، كما قلل من ردّ فعل خلايا الدم البيضاء تجاه الالتهاب. ونظرًا إلى أنّ هذا التأثير ظهر في الدراسات المخبرية فإن هناك حاجة للمزيد من الدراسات على الإنسان لتأكيده.

 

4.    يحسن من عمليات الهضم

لطالما استُخدم الزعرور مذ القِدَم لحل مشاكل الهضم، وأبرزها آلام المعدة وعسر الهضم. وقد يرجع ذلك لاحتوائه على الألياف الغذائية التي تساهم في تحسين عمليات الهضم من خلال تغذيتها للبكتيريا النافعة في الأمعاء، والتقليل من الإمساك. وتشير الدراسات المخبرية إلى أنّ مستخلص الزعرور يقلل من زمن مرور الطعام عبر الجهاز الهضمي، بعبارة أخرى يُسرّع من عبور الطعام عبر القناة الهضمية، الأمر الذي يساهم في تقليل عسر الهضم. من جهة أخرى وُجد أن الزعرور يحتوي على مركبات لها دورٌ في تحسين الإنزيمات الهاضمة التي يحتاجها الجسم لهضم الدهون والبروتين من الطعام.

 

5.    غني بمضادات الأكسدة

يحتوي الزعرور على كميات كبيرة نسبيًا من مضادات الأكسدة وأبرزها متعدد الفينولات (Polyphenols). والتي يكمن دورها في معادلة الجذور الحرة وهي جزيئات غير مستقرة تُعرف بالجذور الحرة (Free radicals) والتي تأتي نتيجة التعرض للظروف البيئية المختلفة مثل التدخين، أو التعرض للهواء الملوّث، أو نتيجة تناول أنواع مختلفة من الطعام. وتُعد هذه الجزيئات ضارة للجسم في حال وجودها بكميات كبيرة، إذ تسبب تلفًا في الخلايا، الأمر الذي ينتج عنه الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة. وبالتالي تساعد مضادات الأكسدة على التقليل من خطر الإصابة بهذه الأمراض مثل الربو، ومشاكل القلب، والسكري، وبعض أنواع السرطان، وبعض أنواع العدوى.

 

6.    يحتوي على خصائص مضادة للشيخوخة

قد يساعد الزعرور بفضل خصائصه المضادة للأكسدة في منع ظهور علامات التقدم في السن قبل أوانها، خاصةً تلك التي تحدث نتيجة التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية، ونقص الكولاجين في الجسم. وتظهر إحدى الدراسات المخبرية أن مزيجًا من مستخلص الزعرور ومستخلص الجنسنج ساهم في منع ظهور علامات التقدم في السن من خلال زيادة مستوى رطوبة الجلد، وتثبيط تكوّن التجاعيد.

 

الآثار الجانبية للزعرور

قد يسبب الزعرور عددًا من الآثار الجانبية، تتدرج من الخفيفة إلى المتوسطة. ومن أبرزها وأكثرها شيوعًا ما يأتي:

  • ظهور طفح جلدي خفيف.
  • الصداع.
  • التعرّق.
  • النعاس.
  • تسارع ضربات القلب أو خفقان القلب.
  • الشعور بالهياج والاضطراب.
  • الغثيان.
  • الدوخة أو الدوار.
  • اضطراب في الجهاز الهضمي.

 

التداخلات الدوائية للزعرور

يُعد الزعرور من النباتات التي يجب الحذر عند تناولها في حال تناول الأدوية بمختلف أنواعها. ومن المهم استشارة الطبيب المختص قبل البدء باستخدامه لتجنّب حدوث أي مشاكل صحية نتيجة تعارضه مع الأدوية المتناولة. إذ من الممكن له أن يثبط تأثير بعض الأدوية، أو يزيد من تأثيرها. وكلا الحالتين تسببان مشاكل صحية.

 

وتُعد الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية من الأدوية التي تتعارض مع الزعرور. إذ إنه قد يزيد من تأثير مميعات الدم، والأدوية المخفضة لضغط الدم لما له من تأثير موسع للأوعية الدموية. من جهة أخرى قد يزيد الزعرور من سمية ونشاط إحدى الأدوية التي تحتوي على نبات القميعة أو قفاز الثعلب (Digitalis)، المستخدمة لعلاج اضطراب نظم القلب، وقصور القلب الاحتقاني، كما من الممكن للزعرور بالتفاعل مع هذا الدواء أن يزيد من حالة اضطراب نظم القلب.

 

تُقدم عشبة الزعرور عددًا من الفوائد الصحية للجسم تتمثل بخفض ضغط الدم، وتحسين عمليات الهضم، وتقليل مستوى الكوليسترول في الدم وغيرها. لكن في المقابل قد يؤدي استهلاكها إلى حدوث بعض الآثار الجانبية الطفيفة والمتوسطة. كما أنها تتفاعل مع بعض الأدوية مثل الأدوية المميعة للدم، وأدوية القلب، والأدوية المخفضة لضغط الدم. لذا من الضروري استشارة الطبيب قبل استخدام الزعرور بالتزامن مع أيّ من هذه الأدوية.