إليك أفضل علاج للقولون التقرحي من الأعشاب

يندرج مرض التهاب القولون التقرحي ulcerative colitis أسفل أمراض الأمعاء الالتهابية. والتي تؤثر ببطانة الأمعاء الغليظة أو ما يُعرف بالقولون. وينتج عن هذا المرض ظهور عدد من الأعراض، مثل: آلام في البطن، وخروج الدم مع الفضلات، والإسهال، وغيرها. ولسوء الحظ لا يوجد علاج لالتهاب القولون التقرحي، إنما يمكن لبعض العلاجات والأعشاب الطبيعية أن تساعد على تهدئة الأعراض والتخفيف من ظهورها.

أعشاب لعلاج أعراض القولون التقرحي

توجد مجموعة من الأعشاب المتوفرة في المنزل قد تساعد على التخفيف من الأعراض المصاحبة لالتهاب القولون التقرحي. ونذكر أهمها فيما يأتي.

الكركم

يساعد الكركم في التخفيف من التهاب القولون التقرحي بفعل مركب الكركمين (Curcumin) الموجود فيه. ففي دراسة صغيرة نُشرت عام 2018 تضمنت 20 شخصًا يعانون من التهاب القولون التقرحي بدرجة خفيفة إلى متوسطة. وجد أن إعطائهم الكركمين مع السيلينوم والشاي الأخضر على مدار 8 أسابيع خفف من الأعراض، وقلّل من نشاط المرض. ومن جهة أخرى، أظهرت إحدى المراجعات أن الكركمين مع مركب حمض 5-الأمينو ساليسيليك ( 5-Aminosalicylic acid) ساعد في الحفاظ على فترة اختفاء الأعراض.

شاي البابونج

لطالما عُرف البابونج بخصائصه المضادة للالتهاب ومركباته المضادة للأكسدة. والذي بات يُستخدم منذ القدم في علاج العديد من المشاكل الصحية. ومن ضمنها المشاكل التي تصيب الجهاز الهضمي. فهو يساعد على تهدئة المعدة، ويخفف من انقباضات العضلات في الأمعاء، كما أنه يخفف من الغازات. بالإضافة إلى ذلك يساعد البابونج على التخفيف من الإسهال الذي يُعد أعراض التهاب القولون التقرحي. من جهة أخرى، تؤدي الإصابة بهذا المرض إلى زيادة معدل التوتر. لذا فإن شاي البابونج قد يساعد على التخفيف من التوتر المصاحب لهذا المرض.

الزنجبيل

الزنجبيل يُعد أحد النباتات المعروفة بخصائصها الطبية. وهو من المكونات الأساسية في المنزل التي نلجأ إليها للتخفيف من المشاكل الهضمية. فالزنجبيل غني بالمركبات النباتية التي تحتوي على خصائص مضادة للأكسدة، ومضادة للالتهاب، مثل الشاغول (Shogaol)، والجينجرول (Gingerol)، والزنجرون (Zingeron). وأظهرت إحدى الدراسات أن تناول مكملات الزنجبيل الغذائية لمدة 12 أسبوعًا من قِبَل الأشخاص الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي، خفف لديهم من الأعراض، وحسّن من جودة حياتهم. لكن هذا التأثير أُثبت في دراسة واحدة صغيرة. لذا لا بد من إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيده. وحديثًا يسعى الباحثون للبحث في كيفية علاج التهاب القولون التقرحي باستخدام جزيئات صغيرة مصنوعة من الزنجبيل، تُرسل مباشرة إلى بطانة الأمعاء.إذ يعتقدون أنها قد تساعد على التقليل من الالتهاب مع حدوث آثار جانبية قليلة.

الشاي الأخضر

يشتهر الشاي الأخضر باستخدامه للتخفيف من مشاكل المعدة والأمعاء. إذ أشارت إحدى المراجعات التي نُشرت عام 2019 إلى أن الشاي الأخضر قد يساعد على التخفيف من القولون التقرحي بفعل خصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهاب.  إذ إنه يحتوي على مركبات متعدد الفينولات (Polyphenols) القادرة على تقليل مستوى المواد الكيميائية التي تسبب الالتهاب في الأمعاء.

شاي عرق السوس

يرجع استخدام شاي عرق السوس للتخفيف من المشاكل الهضمية إلى ما قبل آلاف السنين. إذ كان الصينيون يستخدمونه بكثرة في الطب الصيني. فهو يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، ومضادة للحساسية، بالإضافة إلى خصائصه المضادة للالتهابات. الأمر الذي قد يساعد على التخفيف من أعراض القولون التقرحي. وذلك بفعل المركبات الفعالة الأساسية  الموجودة فيه مثل الجليسريزين (Glycyrrhizin)، وحمض غليسيريتيك (Glycyrrhetinic acid).

الألوفيرا

قد يبدو استخدام الألوفيرا لعلاج مشاكل الأمعاء غريبًا. لكنها في الحقيقة قد تعود بالفائدة على الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي. إذ  إنها تحتوي على خصائص مضادة للالتهاب. إذ أظهرت دراسة نُشرت عام 2014 أن إعطاء مرضى التهاب القولون التقرحي القاطنين في المستشفى 200 مليلتر من الألوفيرا بالتزامن مع علاجاتهم المعتادة، أظهر تحسنًا ملحوظًا لديهم، بالإضافة إلى تهدئة الأعراض لدى بعض هؤلاء المرضى. وذلك بالمقارنة مع المرضى الذين لم يستخدموا الألوفيرا. لكن يجدر التنويه إلى أن بعض منتجات الألوفيرا الموجودة في الأسواق قد تحتوي على الملينات الموجودة بصورة طبيعية في الألوفيرا. الأمر الذي قد يزيد من حالة الإسهال سوءًا لدى المرضى الذين يعانون منه. لذا يجب التأكد من عدم احتوائها على الملينات قبل تناولها.

قد يساعد كل من الزنجبيل، والكركم، والشاي الأخضر، والألوفيرا وغيرها على التخفيف من أعراض القولون التقرحي. إلّا أن الدراسات حول تأثيرها لا تكفي لإثبات تأثير كلّ منها. إذ بعضها أُجري على المكملات الغذائية لهذه الأعشاب وتأثيرها في الحيوانات. ما يعني أنها استُخدمت بتراكيز أعلى، والنتائج تفتقر لتأثيرها في البشر بخلاف نتائج بعض الدراسات الصغيرة التي أُجريت على البشر والتي ذكرناها. وإلى جانب استخدام هذه الأعشاب، يمكن لبعض الممارسات أن تساعد على التخفيف من أعراض القولون التقرحي، مثل: إجراء تعديلات على النظام الغذائي مثل تناول الأطعمة المنخفضة بالدهون، وزيادة تناول الألياف الغذائية والتقليل من السكريات، وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين ج. بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام، والتحكم بالتوتر والقلق. وبالطبع نوصي دائما باتخاذ أكثر من إجراء علاجي طبي، للحصول على النتيجة الأفضل، وذلك من خلال الاستعانة بطبيب معالج بالطب التكاملي والذي لديه القدرة على وضع الخطة العلاجية الأنسب لحالتك.