هل يمكن علاج تكيس المبايض بالأعشاب؟

تُعد متلازمة المبيض متعدد الكيسات ((Polycystic ovary syndrome (PCOS) أو كما تُعرف بتكيّس المبايض، واحدة من أكثر المشاكل الصحية انتشارًا بين أوساط الفتيات والسيدات. وتتعدد الأسباب التي تقف وراء هذه المتلازمة، وأهمّها عدم انتظام الهرمونات، ومقاومة الأنسولين. وتتمثل أعراض هذه المتلازمة بزيادة الوزن، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وتساقط الشعر، وظهور الشعر الزائد في أماكن غير مرغوب بها، بالإضافة إلى حب الشباب.

هل يمكن علاج تكيس المبايض بالأعشاب؟

من المعروف أنّه لا يوجد علاج لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات، ولكن يمكن ضبط أعراضها والتخفيف منها من خلال اتباع نظام غذائي ملائم، وممارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى الاستعانة بالمكملات الغذائية والأعشاب.

 

أعشاب لتكيس المبايض

توجد مجموعة من الأعشاب قد تساعد في التخفيف من أعراض تكيّس المبايض. ومنها نذكر ما يأتي.

 

1.      النعناع

قد يساعد النعناع وخاصة النعناع المدبب (Spearmint)، (الاسم العلمي: Mentha spicata) في التخفيف من الأعراض المصاحبة لتكيس المبايض من خلال تنظيم الهرمونات في الجسم. ولوحظ أن له تأثير مضاد للأندروجين، ما يعني أنه يقلل من حب الشباب، والشعر الزائد غير المرغوب به. وأُجريت دراسة على 42 سيدة، وجرى تقسيمهم إلى مجموعتين. أُعطيت المجموعة الأولى شاي النعناع المدبب مرتين يوميًا لمدة شهر، وأعطيت المجموعة الأخرى علاجًا وهميًا (Placebo). وأظهرت النتائج أن المجموعة التي تلقّت شاي النعناع انخفضت لديها مستويات هرمون التستوستيرون، والهرمون اللوتيني ( Luteinizing hormone)، والهرمون المنشط للحوصلة (Follicle-stimulating hormone) بشكل ملحوظ. ويمكن الحصول على فائدة النعناع المدبب من خلال شرب منقوع أوراقه المجففة، أو تناوله على شكل مكملات غذائية تباع بالصيدليات.

 

2.      عرق السوس

يُستخدم عرق السوس (Licorice) منذ القدم للتخفيف من العديد من المشاكل الصحية، وقد تكون متلازمة المبيض متعدد الكيسات إحداها. إذ إنه قد يساعد في تنظيم الهرمونات الذكورية. كما أنه قد يساهم في التخفيف من التوتر، ومقاومة الأنسولين. ويحتوي عرق السوس على مركب الجليسريزين (Glycyrrhizin)، الذي يحتوي على خصائص مضادة للالتهاب، ومضادة للأكسدة، مما قد يساهم في تنظيم الهرمونات، وتحسين عمليات الأيض للسكريات. وتشير إحدى الدراسات التي أُجريت على مجموعة من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 22-26 عامًا، إلى أن تناولهنّ لعرق السوس يوميًا قلل من مستوى هرمون التستوستيرون لديهنّ.

 

3.      القريص

القرّيص أو القرّاص (Stinging nettle)، (الاسم العلمي: Urtica dioica) هو من الأعشاب شائعة الاستخدام في الطب الشمولي لما يحتويه من خصائص طبية فريدة. ويمكن أن يساهم القريص في التخفيف من أعراض تكيس المبايض من خلال دوره في التقليل من مستوى هرمون التستوستيرون ومستوى السكر في الدم. وفي دراسة أُجريت على 40 سيدة ممن تعانين من ارتفاع الأندروجين، وجد أنّ خضوعهنّ للعلاج باستخدام القريص أدّى إلى انخفاض ملحوظ في مستوى هرمون التستوستيرون، وهرمون DHEA المسؤول عن إنتاج الهرمونات مثل الإستروجين والتستوستيرون. كما أظهرت النتائج تحسّنًا في حب الشباب ودهنية البشرة لديهنّ. ويمكن صنع شاي القرّيص بنقع أوراقه بالماء المغلي وشربه.

 

4.      القرفة

تُعرف القرفة (Cinnamons)، (الاسم العلمي:Cinnamomum verum) بتأثيرها الخافض لسكر الدم. مما يجعلها خيارًا جيدًا للتخفيف من أعراض تكيس المبايض. خاصة لدى السيدات اللواتي يعانين من ارتفاع مستوى الأنسولين وسكر الدم، إذ إن ارتفاعهما يُعد أحد أهم الأسباب وراء تكيس المبايض. وأُجريت دراسة على مجموعة تتألف من 45 سيدة تعانين من تكيس المبايض، بإعطائهنّ مكملات القرفة الغذائية لمدة 6 أشهر. وأظهرت نتائجها أن القرفة ساهمت في تنظيم الدورة الشهرية لدى 17 سيدة من المشاركات في الدراسة. وفي دراسة أخرى لوحظ انخفاضًا ملحوظًا في مقاومة الأنسولين لدى المشاركات اللواتي خضعن للعلاج بالقرفة بعد مرور 8 أسابيع. وللاستفادة من تأثير القرفة في التحسين من أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات يمكن شرب منقوع القرفة، أو تناول حبوب القرفة المتوفرة في الصيدليات.

 

 

يمكن لبعض الأعشاب أن تساعد في التخفيف من أعراض تكيّس المبايض، مثل القرفة، والقرّيص، والنعناع، وغيرها. وذلك من خلال تنظيم الهرمونات وخاصة هرمون التستوستيرون، وضبط مستوى السكر في الدم، ومستوى مقاومة الأنسولين. لكن تُعد الأعشاب علاجًا مكمّلًا للأدوية التي يصفها الطبيب. إلى جانب ضرورة إجراء تغيّرات في نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي، وشرب كميات كافية من الماء، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.