ما هي فوائد الحجامة للنساء؟

تُعد الحجامة من العلاجات القديمة جدًا والشهيرة في الوطن العربي، والتي تهدف إلى تخفيف آلام الرقبة، والظهر، والصداع وغيرها. والتي ترتكز على زيادة تدفق الدم في المنطقة المصابة. مما يساعد الجسم على زيادة استجابته لشفاء هذه المنطقة المستهدفة. ويلجأ الكثيرون للاستطباب بالحجامة لما لها من فوائد متعددة، وخاصة النساء. إذ إنها قد تساعدهن على التخفيف من آلام الدورة الشهرية، وآلام الظهر، و تعزيز الخصوبة، وغيرها من الفوائد الأخرى.

فوائد الحجامة للنساء

توفر الحجامة عددًا من الفوائد التي تنعكس إيجابًا على صحة النساء. ومن أهم هذه الفوائد ما سيُذكر آتيًا.

1. تخفيف آلام الظهر والرقبة

عادةً ما تُستخدم الحجامة بشكل أساسي للتخفيف من الألم  وخاصة الآلام في الجزء السفلي من الظهر. ففي دراسة أُجريت على مجموعة من النساء اللواتي أنجبن للمرة الأولى حول تأثير الحجامة في التخفيف من آلام أسفل الظهر، وُجد أن الحجامة خففت من الألم بشكل ملحوظ، ويمكن الاستعانة بها كعلاج فعال للتخفيف من ألم أسفل الظهر المستمر بعد الولادة. وإلى جانب دور الحجامة في تخفيف الألم، فإنها تُحسن من وظائف العضلات والحركة لدى النساء اللواتي يعانين من آلام مزمنة في الظهر. كما أنها تساعد على إرخاء عضلات الرقبة وزيادة مرونتها.

2.التخفيف من نزيف الدورة الشهرية الشديد وآلامها

تساعد الحجامة الجافة على التقليل من كمية الدم المتدفق أثناء الدورة الشهرية لدى النساء أو الفتيات اللواتي يعانين من النزف الشديد. كما أنها تساعد على التخفيف من الألم الشديد أو ما يُعرف بعسر الطمث. إذ أظهرت دراسة أُجريت على 150 طالبة عزباء يعانين من عسر الطمث الأولي، وهو آلام وتشنجات تصيب أسفل البطن في فترة الدورة الشهرية. اُخضعن هؤلاء الفتيات للحجامة الجافة، وتبين أن حدّة عسر الطمث انخفضت بشكل ملحوظ بعد الحجامة، وبذلك يشير الباحثون إلى أنها قد تكون وسيلة آمنة، ومنخفضة التكلفة لعلاج عسر الطمث.

3.التخفيف من الألم العضلي الليفي

يُعرف الألم العضلي الليفي بأنه مشكلة صحية طويلة الأمد تسبب شعورًا بالألم، والإعياء، ومشاكل في النوم، وضعف في الإدراك والذاكرة. وتُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالألم العضلي الليفي مقارنة بالرجال. وتُشير الدراسات إلى أن تقديم العلاج بالحجامة إلى جانب الإبر الصينية والأدوية المضادة للاكتئاب حسنت من الألم وأعراض الاكتئاب بشكل ملحوظ مقارنة باستخدام الأدوية فقط.

ما دور الحجامة في صحة المرأة قبل الحمل وأثناءه؟

تلجأ العديد من النساء اللواتي يعانين من عدم القدرة على الإنجاب إلى الحجامة. إذ من المعتقد أنها تساعد على تحسين الخصوبة، وبالتالي المساعدة على الإنجاب. وفي دراسة صغيرة أُجريت على مدار عامين على 59 سيدة تتراوح أعمارهن بين 20-50 عامًا، 31 منهن يعانين من العقم الأولي ما يعني أنه لم يسبق لهن الحمل مطلقًا، و28 منهن يعانين من العقم الثانوي والذي يعني حصول حمل لكن مع عدم اكتماله. عولجت السيدات بالحجامة بعدد جلسات مختلفة، ولوحظ وجود تغير ملحوظ في الهرمونات بعد أداء الحجامة، كما أن 12 سيدة من المشاركات حملْنَ بعدها. لذا تشير النتائج إلى أنه من الممكن للحجامة أن تساعد على حصول الحمل. لكن ما تزال هذه النتائج بحاجة للمزيد من الدراسات لإثباتها.

   يُنصح خلال فترة الحمل بعدم الاستطباب بالحجامة في منطقة البطن العلوي والسفلي. لكن يمكن عمل الحجامة بدرجة خفيفة إلى متوسطة  للظهر في الأشهر الستة الأولى من الحمل.

يُعد العلاج بالحجامة من العلاجات الشائعة والآمنة للنساء، والذي يُستخدم للتخفيف من آلام أسفل الظهر، والتخفيف من أعراض الدورة الشهرية، والألم العضلي الليفي. لكن قد تعاني بعض النساء من ظهور أعراض جانبية بعد الحجامة مثل الشعور بالدوار، وتلوّن الجلد، وظهور علامات دائرية على الجلد في موضع العلاج. بالإضافة إلى احتمالية الشعور بالغثيان والتعرّق. وتجدر الإشارة إلى أنه يمنع إجراء الحجامة للنساء اللواتي يستخدمون الأدوية المميعة للدم، وممن يعانين من الحروق أو الجروح في الجلد. من جهة أخرى، قد تساعد الحجامة في التحسين من العديد من المشاكل الصحية الأخرى لكن ما تزال قيد الدراسة لإثباتها.