تغذية أطفال متلازمة داون 

متلازمة داون عبارة عن خلل جيني يصيب حوالي طفلين من كل ألف طفل من الأطفال حول العالم، هذا الخلل يؤثر على قدرات الطفل العقلية والحركية، تختلف درجة الخلل من طفل إلى آخر، غير أنه وبشكل عام فإن أداء الطفل قابل للتحسن باستمرار مع توفير البيئة الداعمة والمشجعة له.
عندما يتعلق الأمر بالغذاء الصحي لهذه الفئة فإنه من المهم معرفة أن أطفال متلازمة داون عادة ما يعانون صعوبة في الهضم والبلع وذلك نظراً لوجود عدة عوامل مؤثرة:
– ظهور اللسان بشكل متضخم نظراً لضعف العضلات المتحكمة به وصغر تجويف الفم، مما يعيق عملية المضغ والبلع.
– يعتمد الكثير من الأطفال على التنفس عن طريق الفم بسبب صغر القناة الأنفية، وبالتالي فهم يواجهون صعوبة في التنسيق ما بين التنفس والرضاعة أو التنفس والأكل.
هذه الصعوبات تجعل من أطفال متلازمة داون أقل حجماً ووزناً ونمواً في المراحل الأولى من العمر، ثم يميلون بعدها إلى زيادة الوزن بشكل متسارع عند اقترابهم من عمر البلوغ، وذلك لأن معدلات الأيض لديهم أقل من غيرهم من اليافعين بنسبة 10 إلى 15%، وهذا يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل كبير.

المشاكل الغذائية المتعلقة بمتلازمة داون:
1. مشاكل القلب: يولد 40 – 50 % من أطفال متلازمة داون بمشاكل في القلب، تتدرج ما بين بسيطة إلى معقدة، وبعضهم يحتاج إلى عمليات جراحية في القلب مع تقدم العمر. على أخصائي التغذية المتابع لحالتهم تخطيط الوجبات المناسبة لهم وبالذات ما قبل وبعد العملية.
2. الغدة الدرقية: عادة ما يصاب أطفال متلازمة داون بخمول الغدة الدرقية، وهو أيضاً أحد أسباب زيادة الوزن بشكل كبير لديهم، لذا على الأهل مراعاة أن يتناول طفلهم غذاء صحياً قليل السعرات بشكل مستمر تفاديا للزيادة الكبيرة في الوزن والتي تؤدي إلى ظهور مشاكل أخرى.
3. حساسية القمح: يعاني العديد من أطفال المتلازمة بتطور حساسية القمح لديهم، لذا على الأهل الانتباه في حال ظهرت أعراض الحساسية (الاسهال الشديد والمغص المستمر والآلام المعوية وأحيانا الطفح الجلدي) ومتابعة الحالة مع الطبيب لمعرفة ما إذا كان يعاني من حساسية القمح ومن ثم اتباع نظام غذائي خالي من الجلوتين.
4. السكري، الامساك المزمن، انخفاض المناعة وسهولة التعرض للعدوى، وجود حساسيات غذائية أخرى (للحليب أو البيض أو غيرها) كلها مشاكل صحية مرتبطة بالتغذية قد تتطور لدى أطفال متلازمة داون بشكل أكبر من غيرهم، مما يتوجب على الأهل مراقبة أي تغيير يمر به الطفل ومتابعة حالته باستمرار تفادياً لتطوير مضاعفات وسعياً لمنح الطفل أفضل صحة ممكنة.
وبشكل عام فإننا يمكن أن ننصح بالخطوات التالية لتغذية طفل متلازمة داون:
• تناول الأغذية الغنية باليود وخصوصاً أولئك الذين يعانون من قصور في الغدة الدرقية: كالأسماك، والمأكولات البحرية، ومنتجات الألبان.
• الإكثار من الأطعمة الرافعة للمناعة والمضادة للالتهابات مثل الغنية بفيتامين ج والعسل والثوم والبصل الأخضر والخضار والفواكه.
• تناول اللبن الرائب نظراً لغناه بالبكتيريا النافعة Probiotics والتي لديها القدرة على رفع مناعة الجسم وحماية القولون والجهاز الهضمي بشكل عام.
• يفضل الابتعاد عن الأطعمة التي تهيج القولون والمعدة وأهمها: القمح– السكريات – الأصباغ – البهارات الحريقة –الكافيين.
• الإكثار من تناول الألياف كالفواكه، والخضراوات، والبقوليات، والحبوب الكاملة، وشرب كميات كافية من السوائل، وممارسة الرياضة والمشي، وذلك لمنع زيادة الوزن ولتقليل حدوث الإمساك لدى اطفال متلازمة داون نظراً لكثرة حدوثه عندهم، وذلك بسبب الضعف العام في العضلات لديهم، مما يؤدي إلى كسل في حركة الامعاء.
• يفضل دائما استشارة أخصائي التغذية لحالة الطفل والاستعانة به في تخطيط البرنامج الغذائي الأنسب له
“أطفال متلازمة داون هم أطهر خلق الله نتعلم منهم النقاء”