من هو د.سمير الحلو (الطبيب الإنسان)

في أحد الأيام الصحراوية الباردة من عام 1994م، وبينما كان د.سمير الحلو يعمل في المستوصف الطبي في المدينة المنورة في السعودية، جاءت تلك الطفلة اليمنية الذكية التي كان يعرفها ويحب لقاءها، وهي تعاني من نوبة أخرى من نوبات الربو.
قدم لها د.سمير الإسعافات اللازمة، وانتظرها حتى استقرت حالتها وودعها إلى باب المستوصف. لكن هذه المرة دونا عن كل المرات السابقة رفعت إليه عينيها في رجاء قائلة: يا حكيم، ألا يوجد لمرضي علاج؟

لا يعرف د.سمير لماذا تأثر كثيرا بهذه الكلمة، وعاد إلى مكتبه وهو يفكر بعمق. لقد تخرج من كلية الطب في السبعينات وكان ضمن أول دفعة طب في الأردن، ومنذ تخرجه إلى حين هذا السؤال لم يفكر إلا الآن: هل حقا لا يوجد علاج للربو؟ وللأمراض المزمنة الأخرى التي يعاني منها أصحابها، ويضطرون للتعايش معها طوال عمرهم؟ ماذا عن السكري؟ الروماتيزم؟ المشاكل الجلدية؟

وجد نفسه غارقا في التفكير ومن ثم غارقا في البحث. بدأ يبحث ويتقصى ويسأل. أثناء سؤاله اتضح له أن هناك عالم كامل اسمه الطب التكميلي، لم يفكر به سابقا وهو باب أمل قوي لكل أولئك المرضى الذين انتهت بهم سبل العلاج إلى المسكنات والكورتيزون. بحث أكثر، وبدأ يتعلم بنفسه عن خصائص النباتات الطبية وفوائدها، وقد كانت ثورة الانترنت في بداياتها، فاشترك عن بعد في دورة علمية متكاملة في طب الأعشاب وأمضى بدراستها ست أشهر كاملة. فتحت له الآفاق وغيرت مفاهيمه عن الأمراض بشكل جذري. قام بالكثير من الجهد الشخصي والتعرف على النباتات في محيط الوطن العربي ومقارنتها أصولها وفروعها بتلك التي تعلم عنها في الدورة، وقابل العديد من خبراء الأعشاب والنباتات وأصبح موسوعة متكاملة متنقلة في عالم النباتات الطبية، ويمكن بسهولة أن يعرف تصنيفها منذ النظرة الأولى. وصنع لأول مرة تراكيب عشبية بيديه وجد فيها أملا لكل أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة أو مستعصية وبدأ يصفها لهم، وكانت النتائج أفضل حتى مما يتخيل، مبتكرا بذلك منهجية د.سمير الحلو للعلاج بالطب التكاملي Hilo integrative medical approach HIMA

شجعت النتائج د.سمير الحلو على إنهاء مسيرته الطبية في السعودية والبدء في وطنه الأردن من جديد وبقوة، وأعلن عن نفسه طبيبا معالجا بالطب التكميلي، وبدأ يستقبل كل المرضى الذين فقدوا الأمل ويمنحهم إياه من جديد. بذل كل ما في وسعه وطاقته لرفع الوعي بالطب التكميلي عبر وسائل الإعلام المختلفة، فكانت له اكثر من 120 حلقة إذاعية في برنامج (دواك في بيتك) وأكثر من 100 حلقة أخرى لبرامج مختلفة مبثوثة عبر القنوات الفضائية. كما ألف 12 كتابا حول مواضيع العلاج بالطب التكميلي المختلفة، وقدم العديد من المحاضرات في كل الجمعيات الثقافية والخيرية التي تقدمت بطلب استضافة.

انطلق من خلال عيادته الأولى إلى تأسيس عيادات د.سمير الحلو للطب التكاملي والشمولي، وتأسيس شركة السلالة العشبية كأول صيدلية طبيعية في الأردن Parapharmacy ، ضمت العديد من المنتجات التي قام بالإشراف على تصنيعها وفق المقاييس العالمية بالإضافة إلى الكثير من المنتجات الأخرى التي تقدم حلولا طبيعية وآمنة للمرضى والعملاء، وقد ضم معه فريق متكامل من الأطباء وأخصائيو التغذية والصيادلة المهتمين بالطب التكاملي والمؤمنين برسالته. ولم ينس خلال هذه المسيرة التي تجاوزت الثلاثين عاما أن يكتب ويوثق حالات النجاح في دراسات علمية مختلفة نشرت في مجلات طبية محكمة، بالاضافة إلى تدوين رحلات العلاج لمرضاه ضمن الأصول الطبية المعتمدة.